مGospel smallن مدينة تاغست في الجزائر والتي هي “سوق أهراس” حالياً، هكذا بدأت حياتي. كانت أسرتي غنية وكنت أتمتع بامتيازاتٍ كبيرة فأنا أكبر أخوتي، وكان أبي يضع آمالا عريضة علي. أحببت الدراسةَ جداً وأقبلت على التعليم حتى تفوقت فيه. فقرر أبي أن يرسلنَي إلى مدرسةٍ ذات سمعة عظيمة في قرطاج، ولكن لصغر سني تقرر أن أنتظرَ لمدة عام قبل أن ألتحق بمدرستي الجديدة. قضيت هذا العام في بطالةٍ وكسل. وارتبطت بمجموعةٍ من الأصدقاء فكنت قائداً لهم. كنا نسرق الفاكهة من حدائق الجيران ثم نلقي بها في الطريق ونبحث عن أي شيء فيه إثارة ومتعة لنا.

وبعد أن انتهى العام، بدأت دراستي في قرطاج واشتعل قلبي بحب الحكمة. ثم، مات والدي فقررت أمي أن أستمر في دراستي فقد كانت

تأمل أن يرتقي بي العلم إلى معرفة الله. ولكن كان العكس هو الصحيح، انغمست في حياة اللهو، والفجور والفساد. وتعرفت على سيدةٍ تكبرني عمراً، فصرت عشيقاً لها وتدهورت حياتي الأخلاقية فأدمنت الجنس حتى صارت لي عشيقات وخليلات كثيرة بل وصرت أباً لابنٍ غير شرعي. لم أكتف بذلك، فقررت السفر لروما طلباً للمجد والغنى، وحاولت أمي أن تصدني عن السفر فلم تفلح. وفي روما بدأت أعُلّم البَيان والمنطق وأنشأت مدرسةً ناجحة. قادتني الظروف إلى حاكم ميلان الذي كان يطلب أستاذاً لتعليم البيان والفقه والقوانين، فأرسلني حاكم روما إليه. أحببت ميلان جداً والتقيت برئيس كهنة كنائس ميلان، الأسقف “أمبروس”، الذي بهرني بوعظِه وفصاحِة لسانِه وبلاغتِه وقوة منطقه. استمعت إليه بشغف. لم أكن مهتماً بمحتوى وعظِه، لكن كان اهتمامي بطريقة خطابته وفلسفته، ولم يمانع الأسقف عدم اهتمامي بالأمور الروحية، بل عاملني كما لو كنت ابناً له… مرت الأيام وبدأت الأمور الروحية تشد انتباهي وخاصة عندما تكلم الأسقف عن الخلاص من الخطايا والذنوب. بدأ عقلي يتصارع مع قلبي،” هل هناك خلاص لشخص غارق في الشهوات والفساد مثلي؟ هذا يبدو أمراً مستحيلاً!!. بدأت أقرأ في الإنجيل وخاصة رسائل الرسول بولس التي أعجبني منطقها وربطها بين نبوات العهد القديم والعهد الجديد، وكان كلما قرأت الإنجيل، زاد الصراع داخلي فأنا لازلت أسيراً للعادات الشهوانية. وحدث ذات يوم أني خرجت أتمشى مع صديقٍ لي فأخبرني عن إيمانه بالمسيح وتحدّث عن التغيير الذي حدث في حياته. شعرت بالدموع تملأ عينيّ فتركت صديقي ومشيت وحدي، بكيت كثيراً وصرخت إلى الله قائلاً: إلى متى يا رب؟ إلى متى؟ أتغضب إلى الأبد؟ لا تذكر ذنوبي الكثيرة؟ فأنا أعرف أني مستعبد لها، ولكن إلى متى؟ أ إلى الغد؟ ولما لا يكون الآن؟ لما لا تكون هذه الساعة حداً فاصلاً لنجاستي؟ وبكيت بمرارة!!. وفجأة، سمعت صوتَ طفلٍ يغني، وكانت كلمات الأغنية غريبة لم أسمع مثلها من قبل. كانت تقول ” التقطها واقرأها، التقطها واقرأها. فشعرت بأن الله يكلمني، رجعت مسرعاً إلى صديقي والتقطت رسالة بولس لروما، التي كنا نتناقش فيها وفتحتها فوقع نظري على هذه الآية في الفاصل 13 والأعداد13، 14. وكانت تقول: ” وَكَمَا فِي النَّهَارِ، لِنَسْلُكْ سُلُوكاً لائِقاً: لاَ فِي الْعَرْبَدَةِ وَالسُّكْرِ، وَلاَ فِي الْفَحْشَاءِ وَالإِبَاحِيَّةِ، وَلاَ فِي النِّزَاعِ وَالْحَسَدِ. وَإِنَّمَا الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ ( أي تَمَثَّلُوا بِهِ)، وَلاَ تَنْشَغِلُوا بِالتَّدْبِيرِ لِلْجَسَدِ لِقَضَاءِ شَهَوَاتِهِ.” ..عندها شعرت بنور المسيح يملئ قلبي وينير عقلي. تحررت من شهواتي وشكرت ربي وقلت له” يا رب لقد خلقتنا لنكون في علاقة روحية معك، فقلوبنا ستظل مهمومة إلى أن تجد راحتها وسلامها في شخصك.”

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء