pray for peace-sانتظرت بعض الوقت وأنا أفكر في الأحداث الدامية التي وقعت في باريس مؤخراً. فقد تعلمت أن رد الفعل السريع قد ينبع من تأجج المشاعر سواء بالقبول أو الرفض. ولكن في البداية أود أن أقدم التعازي لأسر الضحايا، ليس في العاصمة الفرنسية فقط بل أيضاً للأسر الحزينة في بيروت وبامكو (مالي) ولا يجب أن ننسى أسر ضحايا سقوط الطائرة الروسية في سيناء مصر. السؤال الذي بات يجول في خاطري هو لماذا؟، لماذا كل هذا العنف والقتل وسفك الدماء؟ ومن المستفيد من وراء كل هذه الأحداث الأليمة؟

الدارس للمجتمعات العربية يجد أن غالبيتها مجتمعات متدينة متحفظة تطلب رضى الله والسلام مع الآخرين. ينعكس ذلك في كلمات التحية المبادرة بالسلام، ثم يأتي الدعاء بالرحمة والبركات. فكيف تتحول هذه المجتمعات المسالمة إلى جهات تنفث الكراهية والإرهاب وتقدم القتل والدمار كوسيلة وغاية؟ وهل هذا ما يطلبه الله من العباد؟

قد يقول قائل بأن تصفية الناس الغير مؤمنين هي ضرورة ومأمورية بحسب بعض التشريعات، ولكن كيف يكون الإقناع بالتخويف والقتل؟ هذا ليس إقناع واقتناع، بل إجبار وإرهاب! أليس كذلك؟ وإن تم قتل الغير مؤمن، فكيف تتاح الفرصة له بالتوبة والرجوع لله؟ وكيف نعرف من هو مؤمن ومن لا دين له؟ إن أيديولوجية تكفير الآخرين لهي أيديولوجية خطيرة جداً، حيث أنها تفتح باب القتل والدمار لكل من اختلف في الرأي والتفكير.

ولكن ماذا يقول الكتاب المقدس عن فكر الله نحو غير المؤمنين؟ نجد الكثير من الآيات التي تكشف لنا عن رغبة وإرادة الله تجاه البشر، فينقل النبي حزقيال ما استلمه من وحيٍ أن الله سبحانه يقول: حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ، بَلْ بِأَنْ يَرْجعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. اِرْجِعُوا، ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ!

إن الله في الكتاب المقدس هو إله الحياة وإرادته أن يرجع الشرير عن طرقه الردية أي أن يتوب عنها، يعترف بها ويتركها فيحيا. أن يطلب الخاطئ من الله أن يغفر له ذنوبه ويؤمن بالسيد المسيح القادر أن يخلصه من سلطان الشرور والشيطان. الله لا يجد لذّة في سفك الدماء، الله لا يسعد بتعذيب الناس. الله يريد أن يعرف البشر أنه رتب لهم وسيلة للخلاص من الذنوب والمعاصي. لهذا قال الرسول بولس عن إرساليته وإرسالية كل المسيحيين عبر العصور إنه سفير إذ يقول” إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعًا فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ. إِذًا نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ.  وهذه هي رسالة الله للبشر.

صديقي، صديقتي، إن ما حدث في باريس وما يحدث في سوريا والعراق ومصر وتونس ليس إلا اعتداء سافر على الإنسانية بالكامل، على قدسية الحياة، على ما حرمه الله. فلنرجع إلى إله المحبة، فهو الذي قال: أحببتكم!،  ولنعرف أفكاره عنا ونختبر السلام الإلهي مع الله والناس.

لتحميل كلمة الله في الكتاب المقدس

للحصول على غفران الذنوب

لمعرفة كيف يمكن أن تصير تابعاً للمسيح

والآن، ها هي فرصتك للحديث معنا عما تفكّر فيه
يا صديق، نحن نريد أن نساعدك في رحلة الإيمان. الخطوة التالية هي أن ترسل لنا برغبتك في المعرفة والإيمان لنتواصل معك، فنشجعك ونصلي من أجلك. نحن نتعامل بحرص وسرية مع كل رسائل الأصدقاء